قلقيلية- - رغم إتمامها جميع تحضيرات الفرح, تعيش عائلة الشاب منذر عودة ( 21 عاما) من قرية وادي الرشا جنوب قلقيلية هذه الأيام حالة من الارتباك وعدم الاستقرار نتيجة للإقامة الجبرية والعزلة التي فرضتها قوات الاحتلال على سكان القرية بأكملها نتيجة بناء الجدار وعزل القرية بالإضافة إلى ثلاث قرى أخرى.
فمنذر شاب كباقي الشباب في العالم ينتظر يوم الجمعة بفارغ الصبر كي تكتمل فرحته و"يكمل دينه" بزواجه من ابنة عمه سناء عودة, وكسائر العرسان, ينتظر العروسان الأهل ويوزعون الدعوات للأقارب والأصحاب الذين من المفترض أن يشاركوهم فرحتهم إلا أن قوات الاحتلال أصرت بان لا يشاركهم احد فرحتهم إلا بعد أن يحصل على تصريح خاص لدخول القرية.
يقول ابن عم العريس "باسم عودة" بأنه كان متبع في مثل هذه الحالات الاستثنائية أن يقوم أهل العروسين بتبليغ "الإدارة المدنية" الاسرائيلية بموعد الزفاف ليقوم جنودهم المتمركزون على الحاجز الرئيس عند مدخل القرية بالسماح لحاملي بطاقة الدعوة الخاصة بالعرس بالمرور والمشاركة في واجب العادات الفلسطينية الجميلة غير أن "الإدارة المدنية" قررت هذه المرة تغيير سياستها بهذا الشأن وطالبت أهل العريس بضرورة الحصول على تصاريح خاصة لكافة المعازيم فما كان من أهل العريس سوى تقديم قائمة للجانب الإسرائيلي تضم مائتي اسم من المدعوين ليفاجأوا بان "الإدارة المدنية" وافقت على ثلاثين مدعوا فقط لمشاركة منذر وعروسه فرحتهم.
يضيف عودة قائلا: "ان هذا الإجراء سلب العروسين فرحتهما وحول مراسم الفرح إلى قلق وحزن كون معظم الأهل والأقارب والأصدقاء يسكنون خارج حدود القرية وبالتالي لن يتمكنوا من مشاركتنا فرحتنا بزفاف ولدينا".
ويتساءل عودة في أي قانون هذا الذي يحدد للناس مشاركاتهم في أفراح بعضهم البعض؟, أهذه هي ديمقراطية اسرائيل سلب الأناس أفراحهم والتدخل بمجريات حياتهم اليومية؟.
وطالب عودة مؤسسات حقوق الإنسان والعالم التدخل لمنع هذا الإجراء من التنفيذ ودعاهم لحضور فرح واحد من أفراح هذه القرى التي تقع خلف الجدار الذي أقامته سلطات الاحتلال على أراضي المواطنين في قرى وادي الرشا وعزبة الضبعة ورأس طيرة.
وإلى جانب إقامة سياج حول هذه القرى فرض الجيش الإسرائيلي على سكانها نظام التصاريح الذي يصيب الحياة بالشلل ويجلعهم في وضع متدنٍ ويلزمهم بالحصول على تصريح للعيش على أرضهم وفي منازلهم ويفرض عليهم حياة العزلة والقطيعة، دون أي إمكانية لاستضافة الأصدقاء والأقارب في منازلهم.
وبسبب ذلك باتت حياتهم بائسة وأصبح محكوماً عليهم بالموت اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وقد فقد كافة سكان القرى الواقعة في هذه المنطقة مصدر رزقهم كنتيجة مباشرة لمسار الجدار بحيث لم يعد أمامهم سوى النضال من أجل البقاء عن طريق الاختيار بين سبيلين رئيسيين لكسب الرزق وهما التسلل إلى داخل الخط الأخضر بشكل غير مشروع (فليس هناك أي فاصل أو حاجز يفصل بين تلك القرى وبين إسرائيل على النقيض من الهدف المعلن للجدار) أو العمل غير المنتظم في مستعمرة ألفي مناشيه المقامة على أراضي سكان تلك القرى لدى المستوطنين بأجور زهيدة.