الباحث والمحلل الفلسطيني سميح خلف

قال باحث ومحلل سياسي فلسطيني في حديث خاص لـ"آرام" بان ساحة قطاع غزة أصبحت أرض خصبة لتسلل خيوط تنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامه بن لادن، إلى الأنسجة والروابط الاجتماعية والثقافية للشعب الفلسطيني.

وتتزامن تصريحات الباحث والمحلل السياسي سميح خلف لـ"آرام" مع التحذيرات التي أطلقتها حركة حماس، من تنامي خطر ظهور تنظيم القاعدة في الأراضي الفلسطينية، معتبرة أن الظروف السياسية الحالية تمثل أرضية خصبة لنبات فكر القاعدة، سواء بالارتباط الفعلي بالتنظيم أم لا.

وحمل خلف، مسؤولية اقتحام القاعدة لبؤر أصولية في غزة، للبرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية الذي لم يستطيع تحقيق الحد الأدنى من الطموح الوطني الفلسطيني، وارتمائها في أحضان أنظمة مختلفة المزاج السياسي والسلوكي، في حين أن القضية الفلسطينية تحتاج إلى نوع من الصرامة، خاصة إذا كانت القضية تمس قضية الحقوق والكرامة الفلسطينية.

وشهد قطاع غزة في الآونة الأخيرة موجة من الممارسات والسلوكيات والتحولات التي تتسم بمزيد من التشدد، وولادة منظمات تنسجم أفكارها مع تنظيم القاعدة، لاسيما مع إعلان منظمة "جيش الإسلام" الفلسطينية مسؤوليتها عن اختطاف الصحافي البريطاني الان جونستون، وربط الإفراج عنه بأجندة إقليمية.

وقال خلف لمراسلنا، لقد تلقى المجتمع الفلسطيني بكل فئاته صدمات متتالية من النكبة إلى النكسة إلى انحرافات في الأطر السياسية الفلسطينية تأخذ عدة واجهات، وأهمها أوسلو وممثلي أوسلو الذين عاثو في أرض القطاع بطولها وبعرضها في تمثيل الديكتاتورية الأروستقراطية البيروقراطية لسلوك لا أخلاقي ممزوج بالمحسوبية والرشوة والعشائرية، مضافا إليها الانحرافات الأمنية والأجندات الخاصة في المجتمع الفلسطيني.

وكان الدكتور يونس الأسطل عضو كتلة حماس البرلمانية، قال لصحيفة فلسطين المقربة من حركته، " ليس لدي ما أقطع به في أن القاعدة لها وجود في قطاع غزة، لكن الظروف السياسية وانسداد الأفق السياسي وغياب الشراكة الحقيقية تمثل أرضية خصبة لنبات فكر القاعدة".
وتابع السياسي خلف قائلا، من هنا أتى الفكر الديني أو الأصولي المتطرف وكسب قاعدة جماهيرية تولدت من المعاناة والظلم السياسي والاجتماعي والمادي لـ90% من فئات الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

ونوه إلى أن فئة الشباب المظلوم الذي يرى الوطن محتل ويرى مستنقعات الفساد والسلوك الشائن كان لابد له من مخرج معنوي ونفسي وهو اللجوء إلى الله والدين ليتزود منه الصبر على ما يراه وعلى ما ابتلاه، ومن هنا تسللت مجموعات متطرفة لتأخذ "موضة القاعدة" سلوكيا كردات فعل إقصائية للجميع نتيجة الظلم والمعاناة السياسية والاقتصادية، على حد تعبيره.
وأكد خلف، بان أميركا وإسرائيل ترى في هذا السلوك مبرر قوي لإحداث انهيارات في المجتمع الفلسطيني تأخذ عملية الصراع والفلتان الأمني المختلفة الأوجه والألوان، وهو مبرر قوي لأميركا وإسرائيل فيما تدعيه من حرب على الإرهاب لتسخير هذا المفهوم لأهداف سياسية واقتصادية في الوطن العربي.

وأشار إلى إن سوء التقدير والنظرة الثاقبة لكل من فتح وحماس، أدت الى وجود حلقات فراغ في البرنامج الوطني، وبالتقدير الطبيعي أن لا يوجد فراغات مادية في العلم ومن الطبيعي أن تملأ تلك الفراغات، موضحا بان فتح وحماس دخلتا في عملية تقاسم لما يسمى بالسلطة وقامتا بعملية إقصاء لجميع القوى الوطنية وتهميشها فضلا على أن برنامج فتح لم يلاقي الإجماع من القاعدة والكوادر الفتحاوية، ومن هنا انسلخت أجنحة متطرفة.

أما حماس بحسب خلف، أيضا الذي يقودها برنامجها كأصولية جهادية وأن فلسطين أرض وقف محرم التعاطي مع أي جزء فيها سياسيا ودوبلوماسيا ودخول حماس في عملية التطور السياسي في سلوكها لم يروق هذا السلوك لكثير من قواعدها المتطرفة.

وكان ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير، قد حمل حركة حماس جزءا من المسؤولية، حيث قال في تصريح لـCNN، "إن تنامي هذه الظواهر في المجتمع الفلسطيني يتم تحت مظلة السياسة المحافظة والمنغلقة التي تمارسها حركة حماس على المستوى الثقافي والأيديولوجي والاجتماعي.

واعتبر عبدربه الذي غالبا ما تثير تصريحاته حفيظة حماس، أن رسالة حماس للعالم من خلال هذه الأعمال هي دفعه باتجاه الاعتراف بها والتهديد بما هو أكثر تطرفا، موضحا أن الحركة الإسلامية تقول للعالم "إذا لم تعترفوا بنا، فإنه يمكن أن يأتي الأسوأ منا"، على حد قوله.

ونوه الباحث خلف، بان كلا النهجين "فتح –حماس" هو المسبب لتسلل بؤر من القاعدة أو شبه بؤر تأخذ صفات القاعدة في تعاملها مع المجتمعات ومشاكله كعمليات الخطف وعمليات القتل لرجال الشرطة والأجهزة الحكومية والأمنية وتدمير مؤسسات السلطة تحت مبرر الانحرافات الوطنية والسلوكية.

وأكد بان القاعدة كسلوك يهدد بمخاطر جمى للنسيج الاجتماعي والثقافي الفلسطيني، ويأخذ المجتمع الفلسطيني إلى مرحلة اللاعودة ويجزئ الشعب الفلسطيني، خاصة إذا طغت على هذا السلوك عملية التكفير لفئات سياسية مختلفة لفئات في المجتمع الفلسطيني .

ولفت خلف، إذا تواجدت القاعدة وكرست وجودها يعني ذلك تعثر الوصول إلى أي برنامج وطني أو إجماع وطني وسيدخل الشعب الفلسطيني في دوامة من العنف ستكلف الشعب الفلسطيني الكثير على المستوى المادي والوطني، غير أنه استدرك قائلا، بأن هناك مازال من الوقت لكي يتدارك كل العقلاء الأزمة وامتداداتها وتشكيل جبهة وطنية قومية إسلامية موحدة من خلال هذه الجبهة يمكن إملاء الفراغات في السلوك والبرنامج ولتقطع الطريق على تسلل بؤر أخرى للقاعدة وانتشارها.

حلوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو اشكرك على هذا الموضوع